تعال بقربي ...نعم أنت

تعال بقربي ...نعم أنت ...فعالمي ملئ بدفئ ساحر !!



يا مراحب الدنيا بك ؟! ..نعم أنت أهلاً بك أينما كنت كيفما كنت .. ألست ذلك الرائع التي يتألم .. يتأمل .. يعشق . يسعد .. يحزن .. يعيش لحظات جنونه .. وهدوءه ...إذن أنت الذي أعنيه بحروفي ..

تعال معي لنتأمل ونتمعن.. سوياً ببعض حالاتنا التي جعلتنا نجتمع لنبني هذا العالم ونعمر هذا الكون فأنا بحاجة لذلك وسوف أكون شاكره لسماعك لي عزيزي الإنسان ..!!

إني بحاجة أن أُحادثك .. أم أنت .. إني أشعر بألمك صدقني أشعر به وأشعر كم تتألم .. لربما لم تتحدث ...لم تعبّر .. لكن قلبك يُحادث قلبي بذلك ، يحادثه بألمك وبدموعك الحارة التي ما زالت تحرقه وأنت تحبسُها في داخله ..

كلنا نتألم .. أيّاً كان وضعنا وكيف كانت حياتنا وفهناك أقصوصة أزليّة في دواخلنا عن هذه الأسطورة الحزينة، نمسك النايّ ونجلس على ضفاف النهر ونحذر أشد الحذر أن لا يكون هناك أحدٌ ما حولنا ، ونبدأ بالعزف الحزين ونحادُث النهر بحزننا وكلما زاد العزف الحزين وارتقى الإحساس فهذا يعني ألماً أكثر وجرحاً أعمق ، وتبدأ الدموع تعبث في تلك اللحظات للأسف نسيت المناديل ..سوف أحاول أن أبكي أكثر فلربما زاد العزف الحزين وبهذا سوف أرتاح قليلاً واغسل قسوة جرحي التي حُفر بملامحي .. لا أشعر بحاجة لوجود أحد سواي والناي وضفاف النهر ... لا أكثر لا أكثر .. بعد دقائق من اللحن الحزين الذي عبرت نغماته الأرجاء .. وصداه وصل لقلوب كثيرة ..

بدأ يلتف حولك الكثير لكن من بعيد على حذر أن لا يقترب أحدٌ كثيراً فهم أيضا يحاولون أن يعيشوا بحزنهم بعيداً عن أي شخص ما هناك من اختبئ خلف شجرة وهناك من حاول السير بعيداً لكنه قريب بحيث يسمع ويشاركك تلك اللحظات .. هناك الكثير لكن لا أحد يتقرب الكل خائف من الاقتراب فلحن الناي الحزين بعث رسالة عبرت الأرجاء .. وقالت( أنا بحاجة أن تستمعوا لي .. لكن لا تقتربوا فقط شاركوني ألمي عن بعد أرجوكم عن بعد ) ..

صدقني أيّها الإنسان الرائع .. في هذه اللحظات تتوقع بأنه لا يوجد هناك أحدٌ يتألم مثل ألمك .. فألمك لم يولد مثله فهو قاسي على نفسك جَرحك حتى العمق فلحن النايّ أصدق تعبير لما تشعر ..

لم أستطيع أن أراك بهذه الحالة فاقتربت منك .. رغم رسالتك الحزينة التي عبرت الأرجاء .. تجاهلتها واقتربت منك .. اقتربت أكثر مما تسمح لي أنت فهذا من حقك عليّ .. أن أشاركك كل لحظاتك عزيزي الإنسان حتى لو رفضت سوف أعبر وادخل إلى أعماقك السحيقة وأتجاهل كل الحواجز التي وضعتها حول نفسك وسوف ألقي بذلك الناي في أعماق النهر .. حتى لو رفضت سوف أفعلها .. لانه لا يشعر بك . أنت من منحته طاقة الشعور .. لا تتخيل بأن النهر يزيد ماؤه تدفقاً . حزناً عليك .. لا أنت من منحتهم الشعور الحزين التي تود مشاركته معهم ، فالقي بذلك الناي في عمق النهر وانظر إلى عيوني .. جيّداً سوف ترى قرى من الأحزان كما تلك التي ظهرت بين ثنايا لحن نايك الجامد ..

تكلم واسكب من الدموع الكثير .. فهذا لن يؤذيني ، بل سوف يعطيني مساحةً للبوح معك .. أيّا كان ألمك .. سوف أجد في داخلي جزءاً منه وسوف يكون هناك أحاديث كثيرة بيننا فلا تقلق وعبّر وحرر ما بداخلك .. سوف تجد له مثيلاً لديّ .. لكن بداية قصتي تختلف عن نهاية قصتك .. وتحتويهما أحداثٌ مشابه .. ومشاعر مشتركة ..لكن نهاية قصتك تختلف عن بداية قصتي لا أكثر .....

ما زالت قلوبنا تحتوي العشرات من قصص الألم صدقني سوف أجد في أعماقي الكثير كما لديك ... أنت .. فلا تبخل علي بلحظة بوحٍ لربما صادفت أقصوصة في داخلي لم أجد إنساناً أبوح له بها ..

بعد ذلك .. بعد لحظات بوحنا سوف نشعر بسعادة غامرة يا عزيزي الإنسان .. سوف نضحك سوياً .. وقلوبنا سوف تشترك أكثر وتشعر بالتضامن مع بعضها البعض فهذا يدفئني كما يدفئك ، سوف أشعر بسعادة عندما تسمح لي بمشاركتك عزيزي ..


أيّها الإنسان .. ارحل من على جنبات النهر .. وارمي بذلك الناي في أعماقه دائماً ... واقترب مني .. فإذا تحدثت.. عبّرت .. سوف تضفي بهجة كبيرة على جزئية مشتركة من حياتنا .. لقد مررت بكل حالاتك الإنسانية لقد شعرت بها كما فعلت ..

ألم تتألم .. تبكي ..تندم... تشعر ببرودة ووحده رغم وجود الكثير من حولك .. تضيق بك الدنيا وكأنها فتحة نايّك الحزين .. وقصص حزنك تتدفق في داخلك كتدفق النهر الذي تجلس على ضفافه ..!!

نعم لقد عشت هذا كله مثلك تماماً .. فاقترب مني ... لعيبي ونشكي .. ونبكي ونضحك دعنا نشعر نشعر بحالاتنا الإنسانية التي تجمعنا .. أكثر فأكثر ..


فهناك عالمٌ في داخلي .. يملؤه دفئٌ ساحر ينتظر أقصوصتك الحزينة ليسعد بها ويملئ قلبك دفئاً ....

أليس هذا يستحق أن نتشارك به .. ونطلق العنان لقلوبنا بالحديث عنه فارمي بنايك واقترب

مشكور

مشكور على المرور