أصبح للسياحة معنى يتعدى السفر والمتعة والتعرف الى مدن وبلدان جديدة، ليكون عصب الاقتصاد الرئيس في بلدان لم ينعم الله عليها بالنفط، فشهد عام 2004 ثورة نوعية من ناحية النشاط الاقتصادي الذي أصبح يتقنه الناس بطريقة أفضل بكثير، من ذي قبل. فإذا اخذنا اللبنانيين على سبيل المثال، أصبحت فكرة السفر أسهل ومتوافرة أكثر بكثير لديهم الان، بعد سنين طويلة عانى فيها لبنان من مسلسل دموي قضى على كل الموارد المهمة التي تضخ المال عليه، وبحكم المنافسة العالية في السوق العالمية في ميدان السياحة وشركات الطيران، انخفضت أسعار الرحلات بشكل ملحوظ، بالاضافة الى التسهيلات بالدفع، وفي نفس الوقت انتعش الاقتصاد في لبنان بعد عودة السياح العرب من جميع البلدان العربية كما كانت الحال في ذروة الاقتصاد والسياحة في سويسرا الشرق الاوسط (بيروت) في فترة الستينات.
ومن الملاحظ بشدة، تغير وجهات السفر الاكثر رواجا في العالم بشكل عام، حيث أصبح العربي أكثر فضولا في اكتشاف بلدان جديدة وبعيدة على عكس النمط السياحي القديم.
فأكثر 10 اماكن سياحية قصدت عام 2004:
* لبنان
* ازدادت نسبة السياح في لبنان 30% مع نهاية عام 2004، عما كانت عليه في السنة الماضية، ما استدعى وزارة السياحة اللبنانية لاصدار دليل ارشادي لهذا العام باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، يوفر المعلومات المطلوبة لتلبية حاجات السائح في لبنان.ويتضمن تفصيلا واسعا عن البيئة والمناخ واللغة والتوقيت وكل ما يهم السياح.ويذكر الدليل اهم المناطق السياحية البارزة في لبنان،اضافة الى المتاحف المتنوعة والكنوز الاثرية الكبرى،فحظي لبنان باستقطاب كبير للسياح العرب وبالتحديد من الشعب الكويتي الذي يتملك اغلبية كبيرة منه بيوتا في لبنان مما يزيد من زيارته اليه،بالاضافة الى الجنسيات الخليجية الاخرى وبعض الغربيين،ويعتبر لبنان ملاذا مناسبا للسياح العرب لعدة اعتبارات، اهمها: اللغة والخدمة وقرب المسافة والمواسم المناخية المتنوعة.
* دبي
* تزداد نسبة السياحة في الامارات العربية المتحدة بشكل كبير،وتحظى باستقطاب شرائح كبيرة جدا من الغربيين ولا سيما من الشعب البريطاني، وتعتبر دبي من أكثر الاماكن التي قصدت عام 2004، نسبة لتنوع النشاطات فيها، ولا سيما خلال مهرجانات التسوق ومفاجآت دبي التي تنظمها دولة الامارات كل عام. أصبحت دبي على لسان الكثير من السياح العرب والاجانب، ولا تزال آخذة بالتطور السريع، نسبة لقيام مشاريع كبرى تعكس صحة السياحة الماضية على قدم وساق وبدون كلل، بحيث لا يستهان بعدد المجمعات التجارية الضخمة والفنادق الراقية وتقديم الخدمة والمتعة
* شرم الشيخ
* تعتبر اليوم من ابرز الاماكن السياحية في العالم، وأصبحت قبلة السياح العرب والاجانب التي يقصدونها، في احيان كثيرة من دون المرور على القاهرة، فهي شاملة، تجمع الدفء على مدار السنة، وهذا من اهم ميزاتها، يفضلها سياح دول اوروبا هربا من مدن ضبابية وامطار وثلج، وتجد فيها الفن والترفيه والرياضات المائية من غوص وسباحة وصيد اسماك وسياحة السفاري في صحرائها الجذابة، يقصدها العرب بشكل عام واللبنانيون على حد سواء، نسبة لتوفر العروضات المناسبة والاسعار المدروسة التي تشمل تذكرة السفر والاقامة في الفندق، كما ان العرب يعتبرها رخيصة نوعا ما بالمقارنة مع أماكن سياحية أخرى.
* لندن
* ما زالت من الاماكن السياحية المهمة بالنسبة للعرب على الرغم من التهديدات الارهابية التي اصبحت اشهر من ضبابها،والسبب يعود في ذلك، وعلى عكس ما تظنون: الطقس المعتدل، المائل الى البرودة خلال فصل الصيف،غير ان معدل سياحة العرب فيها تراجعت قليلا بالمقارنة مع السنوات الست الماضية، بعد ان عاد لبنان ليحتل مركزا مرموقا في مضمار السياحة، وبسبب غلاء المعيشة اللافت فيها. لكن لندن لا تزال قبلة العرب لتوفر كل ما يحتاجونه من حاجيات ومأكولات وخدمات باللغة العربية من أطباء الى مهندسين الى شركات عقارية، ولا نستطيع ان ننسى شارع Edgeware Road الشهير الذي يعتبر العنوان الاكثر شعبية بالنسبة للعرب.
* فرنسا
* لا تزال الخيار الاول لبعض الجنسيات العربية وذلك يعود الى شهرتها الواسعة على نطاق المعالم السياحية المهمة ومقاهيها المميزة وشوارعها الفريدة من نوعها وجمعها بين الحديث والقديم بطريقة متناغمة، وتشعر في باريس بأنك لست بعيدا عن موطنك، وهذا ما يميزها عن غيرها من المدن، اما على الصعيد الغربي فلا تزال توازي لندن بالنسبة لعدد السياح الاجانب الذين يقومون بزيارتها سنويا،وبالنسبة لمناخها فيعتبر مناسبا للعرب خلال فصل الصيف في بلادنا، ولا تقتصر زيارة فرنسا على باريس فقط بل وتكون في اغلب الاحيان شاملة لمشروع Euro Disney الشهير الذي يبعد حوالي الساعة عن وسط باريس بواسطة القطار.
* المغرب
* يشهد ازدهارا كبيرا على الصعيد السياحي على مدار السنة لتنوع مناخاته ومعالمه السياحة التي تجذب خاصة السياح الاجانب الذين يبحثون عن كل شيء غير مألوف،يعتبر عام 2004 عاما ناجحا جدا بالنسبة لقدوم السياح العرب والاجانب لاسباب تعود الى جمال البلد وتعدد اللغات فيه، ما يسهل زيارة السائح اليه، غير ان نجاح الموسم السياحي لم يتوقف عند العام الماضي فقط،بل تتوقع الاوساط المتخصصة في المجال السياحي بأن يصبح المغرب وجهة يقصدها السياح لعطلة نهاية الاسبوع لينضم الى المدن السياحية الاخرى مثل باريس وروما وبراغ...التي تعتبر مدنا مناسبة لامضاء نهاية الاسبوع أو ما يسمى في بريطانيا بـ City Break، وكثفت الخطوط الجوية البريطانية من برنامج رحلاتها الى المغرب وخفضت أسعار التذاكر. والذي يساعد المغرب على جعله قبلة الاجانب هو موقعه القريب من أوروبا وبنفس الوقت يقع في شمال أفريقيا ويجمع ما بين التطور والثقافة والفن الاسلامي المميز من دون ان ننسى مدينة مراكش التي تحيطها جبال ألاطلس الشامخة وتميزها اسواقها الشعبية الشهيرة وساحة جامع الفنا التي يختلط فيها أريج عبق التاريخ.
* القاهرة
* شهدت عاما سياحيا جيدا، ولا سيما في نهاية العام بحيث تزيد حركة السياحة في اواخره،ويقوم الكثير من السياح العرب والاجانب بقضاء اجازات الاعياد واستقبال العام الجديد في الربوع المصرية نسبة لتنوع خيارات السهر، والقيام بنفس الوقت برحلة سياحية لاهم المعالم الاثرية، كأهرامات الجيزة وخان الخليلي ورحلة في نهر النيل وغيرها من المعالم السياحية الجميلة.زيارة مصر لا تقتصر فقط على السياح العرب،بل نرى ان نسبة عالية جدا من هؤلاء السياح يأتون من المانيا واليابان واسبانيا وايطاليا وغيرها من الدول الغربية،للاستفادة من زيارة أماكن منوعة تحكي لغة التاريخ، وبأسعار لا تزال مقبولة جدا اذا ما قارناها مع عواصم سياحية أخرى مثل بيروت على سبيل المثال.
* إسبانيا
* تعتبر بمثابة عرس للثقافات والنشاطات المميزة التي تناسب شريحة كبيرة من السياح، وذلك يعود الى تعدد مناطقها ومناخاتها وميزانياتها التي تتناسب مع جميع الطبقات من الشعوب العربية والغربية،السياحة في اسبانيا تراجعت قليلا في العاصمة مدريد بعد التفجيرات الارهابية التي حصلت فيها عام 2004، غير ان تلك الضربة لم تؤد الى شل الحركة السياحية في أماكن أخرى منها مثل :برشلونة وجزر الخالدات ألـ» «Canary Islands التي تتميز بأجواء دافئة طيلة أيام السنة، وتتمتع بشواطئ رملية ناعمة تقع على مقربة من الساحل الشمالي الافريقي الذي يحيطه المحيط الاطلسي ويتميز بمعالمه البركانية التي تمتد الى جزر اخرى مثل لانزيروتي وتينيريف ولا بالما وغيرها من الجزر التي تحظى بصدى سياحي جيد من الغرب والعرب،أما «ماربيا» فتعتبر من اكثر الاماكن السياحية الاسبانية شهرة عند السياح من الطبقات الميسورة لما توفره من رفاهية ورخاء ومظاهر الثراء الفاحش الواضح في مرفئها الشهير ومقاهيها التي تعتبر قبلة الاثرياء والمشاهير.
* البحرين
* السياحة في البحرين تعتبر ملاذا لاهل المملكة العربية السعودية وللكثير من الاجانب الذين ينظرون اليها على انها امتداد لدبي، بحيث أنها تمشي على خطاها في التقدم والعمران والانفتاح السياحي. وهناك نسبة كبيرة من السعوديين الذين يتوجهون كل يوم أربعاء عشية عطلة نهاية الاسبوع التي تمتد الى مساء يوم الجمعة لقضاء وقت ممتع ومسل، ومعظم المسافرين هم من سكان المنطقة الشرقية، ويحبز السعوديون زيارة البحرين بسبب قربها من بلادهم الذي لا يتعدى النصف ساعة بالسيارة من الدمام، وتتميز البحرين بفنادقها الفخمة ومطاعمها التي تقدم الكثير من الخدمات التي تجذب العرب والاجانب اليها. كما تعتبر البحرين مناسبة للعائلات، نظرا الى البرامج الخاصة بالاطفال والخيارات الكبيرة من الفنادق والمطاعم العائلية.
* تايلاند
* أصبح العرب أكثر وعيا للسياحة بالمقارنة مع السنين المنصرمة، عندما كان الشغل الشاغل عندهم، موضوع السياسة، فهم يتطلعون اليوم للسفر الى ما وراء البحار، الى اماكن استوائية، بعيدة وجديدة يكتشفون فيها سحر الشرق الاقصى وأسراره. فمن الوجهات التي لاقت استحسان العرب العام الماضي زيارة تايلاندا وماليزيا وبانكوك وباتايا التي تبعد 140 كلم عن هذه الاخيرة حيث يقصدها عادة جميع محبي الرياضات المائية والسهر والاستفادة من التبضع بأسعار مقبولة وتذوق المأكولات المميزة كالنودل وثمار البحر الطازج، التي تلقى شعبية في بلادنا.غير ان مستقبل السياحة لعام 2005 قد لا يكون بهذا النجاح بعد الكارثة التي حلت بتايلاندا والهند وجزر المولديف واندونيسيا وسيريلانكا وبورما وماليزيا وبنغلاديش، اخر يوم احد في عام 2004 لينهي العام بموجة مد بحري عنيفة تعتبر من الكوارث الانسانية الاكبر التي جرفت معها أرواح أكثر من 100000 قتيل من أهل البلد ومن سياح من جميع الجنسيات.
* ملاحظة: تسلسل اسماء الاماكن السياحية ليس بحسب الاهمية