مكه المكرمه

بيمنا كنت أسير بالسياره في طريق جدهـ _ مكة
كنت اقرأ تلك اللوحات التي تقف بشموخ على نوآحي الطريق
كلاً منها تحمل ذكرا كـ
( سبحان الله )
( الله أكبر )
( لا اله الا الله )
استمرت سيارتنا بالسير على مهل
واستمرت عيناي تصافح تلك اللوحات
الى ان وصلنا قريبا من مكة المكرمة
هناك لمعت تلك اللوحة الضخمة
كنت آرآها سابقا ولكن اليوم لفت نظري بشده
لا اعلم لمَ ,, ولم أتساءل بيني وبين ذاتي
لوحة مكتوب عليها
( مكة المكرمة ,,, للمسلمين فقط )
ابتسـمت وقلت في نفسـي ..
سأدخل الآن ارضا لا يشاركنا بها أحد
تبصق غير المسلمين
ولا يقف عليها كافراً ما
سأدخلها أنا ومن معي من المسلمين
حتى وان كانت ذنوبنا عظيمة
فـ الشهادة والعقيدة تجمعنا
ومكة تحينا وسماءها تطرب لحضورنا
ضيوفا لـ الرحمن نسير الى مكة
وتحبنا مكة لاننا ضيوفا لـ مولانا ومولاها

عندما دخلنا الآراضي المقدسة
واوقفنا سيارتنا في موقف الرصيفة
استاجرنا سيارة أجره تقلنا الى الحرم المكي الطاهر
بدأت عيناي مجدداً تحتضن النـاس والمباني
والفنادق والارصفة تحتضن كل شيء
كـ أي شيء في مكة يحاول ان يحتضنها
أخذ صاحب سيارة الأجره يحكي لوآلدي
عن حياته وعمله وأخذ يثرثر عن اشياء كثيره
وفي الحقيقة لا أعلم الى الآن عن ماهية ثرثرته
ولكنه كان يبدو سعيدا ..
وصلنا الى الحرم
ونزلنا من سيارة الأجرة
ابتسم ابي لـ صاحب الاجره واعطاه حقه
وسرنا بخطوات سريعة نخطها الى ساحة الحرم
هنـآك رأيت طفلا يبكي
كانت تبدو عليه علامات الخوف والفزع
لم يلتفت له أحد ولم يرشده أحد آخر الى احد رجال الشرطة
كان تائها ومرعوبا
كان وجهه يعبر عن اشياء كثيرة
كثيرة جدا وكلها سيئة ..!
دخلنا من باب ( الملك فهد رحمه الله )
الى الحرم حيث تقف الكعبة تسبح الله
وعقلي كان منشغلا بذاك الطفل
اوجد اهله .. ومن سيرشده اليهم
ام سيبقى تائها في انحاء مكة
ام سيجده سفاح ما
اين المسلمين في أرض خصصت لهم
اين هم في أرض ابت ان تستقبل غيرهم
لما لم ارشده انا الست من هؤلاء المسلمين
المعروفين بطيبة قلوبهم ..؟

انتهينا من الطواف
واخذ التعب منا كل مأخذ
فقد طوفنا سبعاً دفعة واحده
طلبت امي ان تجلس لترتاح قليلا
ذهبنا الى قسم النساء لنجلس معهن
وقبل ان نصل الى قسم النساء
رأيت شابا يغازل أخرى ملثمة
وروائح العطر تفوح منها
همساتهم تلوث المكان
تلوث كل شيء
امتعضت ولم اقدر شيئاً غير الامتعاض
اين احترامهم لحرمة المكان
لم لا يبادلون الحب لهذه الأرض
التي احبتهم وجعلت ترآبها
طاهرا من الكفار لاقدامهم ..؟

ارتحنا قليلاً وارتوت قلوبنا
بمياه زمزم فطهرت الارواح
وهدأت الآلم والجرآح
قمنا لنكمل عمرتنا
قاصدين الصفا والمروى
قاصدين الى حيث دعاء الناس
يصل الى ما أعلى السماء
اخذنا بالسعي وترتيل الدعاء
وبعض من ايات الكتاب الكريم
وفي منتصف ذلك السعي
أخذ احدهم يهرول في المشيء مزهوا بقوته
فصدم عجوز يتكأ بعكازهـ
وسقط العجوز واصدر العكاز
صوتا لـ قوعه على الارض
لم يلتفت ذلك الكائن لـ العجوز
فقد كان مشغول بهرولته ..!
استوقفني المنظر
وكعادتي تبادر الى ذهني سؤال
لو كان ذلك المهرول في بيت احد البشر
أكان فعل فعلته تلك ام استحى من مضيفه..؟
فكيف في بيت الله يفعل هذا
وهو ضيف عند الله
أولا يستحي
وقد جعل له الله مكان اقامته
آمنا مطمئنا..؟

انتهينا من نسك العمـرة
وخرجنا من نفس ذلك الباب الذي دخلنا منه
وعندما وصلنا ساحة الحرم
قال ابي سنتعشى وبعدها
سنستأجر سيارة اجره تأخذنا الى الرصيفة
حيث موقع سيارتنا ..
ولان الجوع نهشني نهش
نظرت حولي بـ فرح لاختار المطعم
الذي سندخلة
وكانت الصاعقة
وفلم أرى حولي سوى
بيتزا هت
ماكدونالز
قهوة استاربكس
الغازيات الامريكيه واليهودية
ولي حرية الاختيار
لم تعانق عيناي مطعم عربي
ربما لدهشتي
وفجعتي مما رأيت
يالله ما بالي اليوم هكذا ..؟
اتحسس من كل شيء
حتى من تلك المطاعم الوآقفة
بجمود تنتظر الينا بغرور
ما بالك يا روعة الم تعهدي رؤيتها
في جده والرياض والدمام وغيرها
لكن ليس هنا يا نفسي
ليس هنا ..ليس في هذه الأرض الطاهره
يا مكة يا عزتي وشموخي
بدأت اشعر بحزنك وألمس شجنك
ليتهم لم يعلقوآ تلك اللافتة
( مكة المكرمة ,, للمسلمين فقط )
وليتني لم اصدقها ..!
وكيف هي للمسلمين فقط أخبروني
والذين استثنوهم من الدخول
هم من يعـد افطار الصائم
ويروي الحـآج اذا ظمأ

يا مكة أخبريني ..
هل نستحق ان تطىء اقدامنا ترآبك الطاهر ؟
واهل انتي سعيـده بضيوف الرحمن ؟

مكه المكرمه مافي احلى منه

يسلم يمينك